السيد وزير التعليم العالي جدا ،،، عالي أوي
السادة رؤساء المؤسسات التعليمية ،،، النائمون في العسل
السادة الأساتذة الجاهلين المتخلفين ،،، إلا من رحم ربي
تحية غير طيبة و بعد ،،،
أحب أن أوضح بأن الهدف من كلامي هذا ليس الشكوى، ليقيني التام بأن الشكوى في ظل هذا النظام التعليمي الفاسد و تحكم الجهلاء لا فائدة و لا طائلة من ورائها. الهدف من وراء هذا الخطاب هو مجرد تفريج عن النفس الذي ضاقت من كثرة الرجعية و التخلف اللذان سيطرا على أجواء المؤسسات العلمية المصرية التي كانت أعظم مثيلاتها في العالم، و أصبحت على يد سيادتكم أدناها و أسوئها.
أنا طالب جامعي، و قد تواجدت منذ فترة كافية لكي أحكم و أقول رأي. نعم سأقول رأي و رأي الكثيرين من حولي بصراحة. نعم سأقول رأي رغم أنف الجميع، و سأحكي بإسهاب عن جوانب الظلم و التعنت من الجهلاء و السفهاء الذي يطلق عليهم للأسف أساتذة. هؤلاء الذين من المفروض أن يكونوا قدوة و رسل، أضحوا لا يكترثون إلا لمظهرهم أمام القيادات العليا، طمعا في ترقية أو سعيا وراء المال.
و لكن من الظلم أن أعمم هذا على جميع الأساتذة. يوجد القليل منهم ممن يستحقون الإحترام، و أحني لهم رأسي حبا و طاعة، إعمالا بالمقولة “من علمني حرفا صرت له عبدا”. و للأسف، أصبحتم أنتم أيها الجهلاء السفهاء من تتحكمون بمجريات الأمور هذه الأيام، و تجروننا – طلابا و أساتذة و مؤسسات بل و أمة – إلى ما لا يعلمه إلا الله…
بالطبع سيخطر ببالكم الآن أنني واحد من الشباب السلبيين الفاشلين الذين لا هم لهم في الدنيا إلا اللهو و اللعب، ثم السخط على المجتمع و الناس و تعليق الفشل عليهم. أو أنني واحد من الذين يعتمدون على مال أهلهم لـتأمين مستقبل كريم لنفسهم. و لا أنا هذا و لا ذاك. و لا أقبل توصيفي بأية من هذا الأوصاف. لأنني شاب طموح، و أريد الخير لبلدي و لنفسي، و وسيلتي الأولى و الأخيرة هي الإعتماد على الذات، و السعي الدائم لمزيد من العلم. و الحمد لله، و رغم أنني محاط بجهلة كأمثالكم، نجحت في تحقيق جزء مما أريد، و الباقي سيأتي في المستقبل القريب بإذن الله، و و موتوا بغيظكم أيها الجاهلون، الجالسون في مكاتبكم الواسعة. لأنني سأحقق ذاتي، و لن يكون لكم الفضل على.
كيف يكون لكم فضل على، و انتم لم تعلموني شيئا؟ و كيف يمكنكم أن تعلموني أي شيء اذا كنتم أصلا لا تعلمون. فاقد الشيء لا يعطيه. فنحن في القرن الواحد و العشرين، و مازالت كتبكم الذي تبيعونها لنا تعتمد على نظريات قديمة و بالية مثلكم. كنا خير مجتع تعليمي، ننشر علمنا ومعرفتنا للعالم، و يعترفون بفضلنا عليهم. أما علي أيديكم أيها الرعاع، أصبحنا أسفل السافلين. تطور المجتمعات مؤسساتها العلمية و مناهجها و دائما ما تبحث عن الجديد، ليقينها التام بأن التطور و النهوض بالأمم يأتي من العلم و العلماء. أما أنتم، فتنشغلون بالمظاهر الكاذبة و الخطب الرنانة و الوعود الخرافية.
لن أطول من حديثي، حتى أتحكم و أظبط نفسي، لكي لا أبدأ بالتفوه بألفاظ خارجة، ألفاظ لا تليق بكم، لأنكم تستحقون أقوى منها…
سيحاسبكم الجبار الذي لا كبير له على كل ما فعلتموه بنا و بالأجيال القادمة و السابقة.
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}